تتكون سوق الكهرباء في السويد من عدد كبير جدًا من القطاعات المرتبطة ببعضها بعضًا، ولكي نحافظ على إمدادات موثوقة من الكهرباء، نحتاج إلى توليد الكهرباء في شتى أرجاء السويد، وإلى سوق كهرباء تعمل على نحو جيد، وإلى توافر إمكانية استيراد الكهرباء وتصديرها على حد سواء.
في السويد، تُنتج الكهرباء من مجموعة من المصادر المختلفة، ويأتي أغلبها من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فيما يُنتج حوالي 2 في المائة فقط من الوقود الأحفوري.
من المؤكد أن الطلب على الكهرباء سوف يتزايد في المستقبل، ويرجع ذلك إلى أننا نشتري المزيد من المركبات الكهربائية، وإلى أن عددًا من الصناعات يتحول إلى إنتاج أكثر خلوًا من الوقود الأحفوري، وتترجم الظروف الجديدة إلى طلبات جديدة على مولدات الكهرباء، وعلى ملاك شبكة الكهرباء (elnätsägare) وعليك، بصفتك مستهلكًا للكهرباء.
تنقسم السويد إلى أربع مناطق كهرباء. تقع منطقة الكهرباء 1 في شمال البلاد، في حين تقع منطقة الكهرباء 4 في الجنوب.
لماذا تنقسم السويد إلى مناطق كهرباء؟
يتركز معظم إنتاج الكهرباء بالسويد في الشمال، حيث يأتي أساسًا من الطاقة الكهرمائية، وفي هذه المنطقة، يُعد إنتاج الكهرباء أكبر من الطلب، أما في جنوب البلاد، فالوضع خلاف ذلك، حيث يحتاج المستهلكون إلى كهرباء أكثر مما يُنتَج، وبسبب هذا الخلل بين الإنتاج والطلب داخل البلاد، نحتاج إلى نقل الكهرباء من الشمال إلى الجنوب.
وكلما نُقِلت الكهرباء عبر الشبكة، كان هناك دائمًا بعض النقص، المعروف باسم "فاقد النقل"، ونتيجة لذلك، يحسُن توزيع إنتاج الكهرباء بالتساوي في شتى أرجاء البلاد بدلًا من تركّزه في الشمال. تشير الحدود بين مناطق الكهرباء أيضًا إلى الأماكن التي نعاني فيها من السعة المحدودة في الشبكة الوطنية لنقل الطلب الكامل للكهرباء، والقصد من هذا التقسيم هو جعل تقسيم إنتاج الكهرباء بالتساوي أكثر ربحية، مما يقلل بدوره من الحاجة إلى نقل الكهرباء.
جاء هذا التقسيم نتيجة لدعوى عام 2011، التي مثلت فيها السويد أمام المحكمة الأوروبية لأننا في بعض الأحيان كنا نُقلِص صادراتنا من الكهرباء إلى الدانمرك في أيام الشتاء الباردة.
لا ترتبط شبكة الكهرباء (elnätet) في السويد بعضها ببعض فحسب، بل ترتبط أيضًا ببلدان أخرى في أوروبا، ويُعد هذا ضروريًا لأننا جميعًا نستورد الكهرباء ونصدرها.
لا تعاني السويد من نقص في الكهرباء، فلماذا نحتاج إلى استيرادها؟ لأننا لا نملك حاليًا القدرة على تخزين كميات كبيرة من الكهرباء، ولأن الكهرباء يمكن عدها من "السلع القابلة للتلف"، ومن ثم يجب استخدام الكهرباء التي نولدها هنا والآن، ولهذا السبب نبيع الفائض ونشتري إمدادات إضافية في الأوقات التي لا نولد فيها ما يكفينا لتغطية الطلب، ولأن استهلاك الكهرباء وإنتاجها في تقلب متواصل، فإن الكهرباء تنتقل طوال الوقت إما داخل السويد أو بين بلدان شمال أوروبا على السواء، ومن ثم تتيح لنا الصلات بالبلدان الأخرى فرصة الحصول على الكهرباء التي نحتاج إليها، عندما نحتاج إليها.اعرف المزيد عن كيفية عمل نظام الكهرباء السويدي من هيئة التفتيش على أسواق الطاقة السويدية.